بين غوانتنامو وعبادة الشيطان شعرة

من فترة لم اكتب اي شيء فقد اكتفيت بالتحول الى مشاهد ومتابع للبؤس الذي يدور حولنا ! - ما علينا -  ممكن السبب اللي جعلني ابتعد هو اني كنت اعبر عن افكاري عن طريق صفحة على ال فيسبوك كانت تتحدث عن الاناركية "اللاسلطوية" بالعربية.

بين غوانتنامو ومحكمة أمن الدولة الأردنية تشابه 

 

منذ مدة وانا مهتم فعليا بمتابعة نشاطات  أنونيموس على الانترنت وخصوصا حملة اغلاق لسجن غوانتنامو عن طريق تويتر والتي لاقت نجاحا ممتاز واصبحت كلمة  GTMO17 ذات شهرة على التويتر عالميا وهو ما يعد بداية نجاح نسبي من اجل اغلاق ذلك السجن اللاإنساني على اقل تقدير .


الصورة توضح ان الحملة كانت الثانية من حيث عدد التغريدات عالميا
في نفس الوقت ولسخرية القدر كان اربعة طلاب وفتاة من احدى الجامعات الأردنية يقبعون في سجن امن الدولة ويحاكمون عسكريا  بسبب تسريحة شعر مختلفة عن الملل الدارج  والسماع لموسيقى الميتل ايضا ذات الرسالة المختلفة عن ما هو دارج وتافه والتهمة  المضحكة هي عبادة الشيطان - طبعا لا يوجد شيء اسمه عبادة الشيطان في كل العالم كديانة فعلية  وان كان هناك مدرسة فلسفية تتحدث باعجاب عن شخصية الشيطان التي تعتبرها اصلا وهمية و صاحب تلك المدرسة انثون ليفي  بامكانك استخدام غوغل للبحث اكثر - . طبعا اعتقالهم تم  بعدما تم التنكيل فيهم من قبل عشرات  من الطلاب المختلين عقليا ودينيا داخل حرم الجامعة كانوا حقيقية  يريدون مهاجمة كل ما هو غريب بدون اي وعي  - مع العلم ان الخلاف في تلك القضية بين احد الطلاب المتهمين واخر من التيار الاسلامي  يعود اصلا الى خلافات شخصية . عموما تم تبرئة الطلاب من قبل المحكمة اللادستورية والتي لا يجب ان توجد من اصله .
الموضوع بحد ذاته مشابه كثيرا الى ما حدث قبل أيام في الأردن من مهاجمة بعض المختلين عقليا ووطنيا لمواطنين عراقيين مقيمين في الاردن لأنهم شيعة - اخ بس ما علينا.

صورة لاحد الطلاب في الجامعة - كما يقال - 



الطريف في الموضوع - والذي يتحول الى مبكي بعد فترة - هو استعداد جماعة مثل أنونيموس - مرتبطة بالتحرر و تدعوا دائما للحرية الفردية الكاملة لجميع البشر بما فيها حرية الإعتقاد - ان تدافع وبشراسة عن معتقلي غوانتنامو وتحشد لهم مدافعي حقوق الانسان من كل ارجاء الكرة الأرضية لكي يحظى من هو صاحب فكر اقصائي كالسلفيين القابعين داخل ذلك السجن الظلامي جوانتنامو بمعاملة انسانية - طبعا الفكر لا يبرر اي اعتقال مهما كان تطرفه ولست هنا مع فكرة اعتقال السلفيين أو اي انسان من اجل افكاره.



الفكرة كانت وما تزال اغلاق سجن غوانتانامو هو اقل ما يمكن فعله من اجل الانسانية ! ولكن ما هو مخزي ومحزن بالفعل هو ردة الفعل من قبل المجتمع الأردني على قضية طلاب الجامعة المعتقلين بتهمة عبادة الشيطان والتي عندما تقرأ بعض التعليقات من الاردنيين على مواقع التواصل الإجتماعي والتي تدعو لقتلهم علنا والتنكيل بهم وكلمات اخرى مثل "بيستاهلوا " "الله لا يردهم" "يجب قتل المرتد" "اعدام لازم ياخدو " تشعر بحالة من الانفصال عن الواقع و تطرح مقاربة ومقارنة في داخلك بين بشر يقاتلون من اجل الانسان في كل مكان وزمان وبين اشباه بشر بل جثث متخلفة مستهلكة معبئة دينيا ذات بعد ثقافي مرتكز على خرافات حصص الدين في المدرسة . 



وتتسائل :


هل كتب علينا ان نعيش معهم ؟ هل هنالك اصلا شيء يسمى بـ "كتب علينا" ؟؟  لا ادري ما السبب ولكن السؤال المهم هل حقا يجب ان نعيش معهم ؟ من هم اصلا ولماذا اعيش معهم ؟ اسئلة كثيرة تدور وتدور داخلي عن حتمية التعامل مع كائنات بشرية تنسف اي أمل بتحقيق تقدم وهدف معين تصبوا اليه .

عاشت الحرية بدون اية مركبات نقص وعاش صراع الانسان نحو التقدم الفكر الحر بدون اية قيود اجتماعية او دينية .